أصدر قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، نداء بتاريخ 25/07/2025، إلى الشعب الإيراني، بمناسبة مرور أربعين يومًا على استشهاد ثلّة من أبناء هذا الشعب على يد الكيان الصهيوني المجرم، من بينهم قادة عسكريّون وعلماء نوويّون. وقال سماحته أن الاتحاد الوطني مسؤولية جميع أفراد الشعب الإيراني، مؤكدا أنّ العدو الغبي وقصير النظر لم يحقق هدفه، وأنّ المستقبل سيُثبت تقدّم المسارين العسكري والعلمي بوتيرة أسرع ونحو الآفاق السامية في إيران. ودعا سماحته النخب العلميّة إلى الإسراع في خطى التقدّم، والقادة العسكريّين إلى تجهيز البلاد بما يصون أمن البلاد واستقلالها.
في ما يلي النص الكامل لنداء الإمام الخامنئي:
بسم الله الرحمن الرحيم،
أيّها الشعب الإيرانيّ الشامخ،
لقد حلّت اليوم ذكرى الأربعين لاستشهاد كوكبةٍ من أبناء وطننا الأعزّاء، كان من بينهم قادة عسكريّون أكفّاء وعلماء بارزون في مجال الطاقة النوويّة. وقد وجّهت هذه الضربةَ الفئةُ الحاكمةُ الصهيونيّة الخبيثةُ والمجرمة، العدوّ الرذل والمعاند للشعب الإيرانيّ.
لا شكّ في أنّ فقدان قادةٍ أمثال الشهداء باقري، وسلامي، ورشيد، وحاجي زاده، وشادماني، وغيرهم من العسكريّين، وكذلك علماء أمثال الشهيدَين طهرانتشي وعبّاسي وسواهما، لَمصابٌ أليمٌ على أيّ شعب، ولكنّ العدوّ الأحمق القصير النظر لم يبلغ هدفه. سيُظهر المستقبل أنّ المسارَين العسكريّ والعلميّ سيتقدّمان بوتيرةٍ أسرع من ذي قبل نحو آفاقٍ سامية، إن شاء الله.
لقد اختار شهداؤنا بأنفسهم طريقًا كانت احتماليّة نيل مرتبة الشهادة السامية فيه غير قليلة، وقد بلغوا في النهاية ما يتطلّع إليه كلّ مضحٍّ ومجاهد؛ هنيئًا لهم. أمّا مرارة هذا الفقد، فهي قاسيةٌ ومؤلمةٌ وثقيلةٌ على الشعب الإيرانيّ، ولا سيّما على عائلات الشهداء، وبالأخصّ أولئك الذين عرفوهم من كثب.
وفي هذه الحادثة، تتجلّى أيضًا نقاطٌ مشرقة. أوّلًا: صبرُ ذوي الشهداء وتحملهم وصلابةُ أرواحهم، وهي أمورٌ لا يُرى نظيرُها إلّا في مسيرة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. ثانيًا: صمودُ المؤسّسات والأجهزة التي كانت بإمرة الشهداء وثباتها، والتي لم تسمح لتلك الضربة القاسية أن تعرقل حركتها أو تسلبها فرص التقدّم. ثالثًا: العظمةُ والصمودُ الإعجازيّ للشعب الإيرانيّ الذي تجلّى في وحدته وقوّة إرادته وعزيمته الراسخة على الثبات التامّ في الميدان. لقد أثبتت إيران الإسلاميّة مرّةً أخرى، عبر هذه الحادثة، صلابةَ بنيانها؛ وإنّ أعداء إيران ما يزالون يدقّون الحديد البارد.
ستتعزَّزُ قوّة إيران الإسلاميّة يومًا بعد يوم، بإذن الله وتوفيقه. المهم ألّا نغفل عن هذه الحقيقة، ولا عن الواجب المُترتب علينا بسببها. على كلّ فرد منّا الحفاظ على الوحدة الوطنيّة، كما على عاتق النخب العلميّة الإسراع في خطى التقدّم في قطاعات التكنولوجيا والمعرفة جميعها. إنّ صون عزّة البلاد والشعب وكرامتهما واجب لا يُقبل أن يتساهل فيه الخطباء والكتّاب، وعلى القادة العسكريين أن يُجهّزوا البلاد باستمرار بأدوات صون الأمن والاستقلال الوطني. تُلقى مسؤوليّة الجدّ والمثابرة وإتمام المهمات القائمة في البلاد على عاتق الأجهزة التنفيذية المعنيّة جميعها، وعلى عاتق أصحاب السماحة من العلماء توجيه القلوب على المستوى الروحانيّ وتنويرها، والدعوة إلى الصبر والثبات والسكينة الشعبية، وتُلقى مسؤوليّة الحفاظ على الحماسة والمشاعر والوعي الثوريّ على كلّ واحد منا، وخاصّة الشباب.
نسأل الله العزيز الرحيم أن يوفّق الجميع. سلامٌ على الشعب الإيراني، والسلام على الشهداء الشباب، وعلى النساء والأطفال الشهداء، وعلى الشهداء جميعهم وكل الذين فقدوا أحباءهم.
والسّلام عليكم ورحمة الله.
السيّد علي الخامنئي
25/7/2025