اعلم أن على السالك إلى الله أن يُطلق – عند الأذان – في قلبه، وهو سلطان القوى الملكوتية والملكية، وكذلك بين سائر الجنود المبعوثة في شتى أرجاء الملك والملكوت، نداء الحضور إلى المحضر، فعليه أن يُهيّئها، مادام وقت الحضور واللقاء قد اقترب. فإنه بذلك لن يضطرّ للتحلي المفاجئ إذا كان من المشتاقين والعشّاق. ولن يرد المحضر المقدس دون تهيئة ما يلزم من الأسباب والآداب إذا كان من المحجوبين.
إذن فالسرّ الإجمالي للأذان يمكن في أنه إطلاق النداء للقوى الملكوتية والملكية والجيوش الإلهية، لكي تبادر إلى الحضور.
أما أدبه الإجمالي فهو الالتفات إلى عظمة المقام وخطره وعظمة المحضر والحاضِر، وإلى ذلّة (ممكن الوجود) وفقره وفاقته ونقصه وعجزه عن القيام بالأمر، وعدم أهليته للحضور في المحضر ما لم يعنه الحق جلّ وعلا بلطفه ورحمته وجبران نقصه.
-------------
القسم العربي، الشؤون الدولية، آداب الصلاة الامام الخميني (قدس سره)، مؤسسه تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره)، صفحة ١٨٣.