لماذا اعتقل النظام البعثي السيد مصطفى؟ ما كان رد فعل الإمام على ذلك؟

لماذا اعتقل النظام البعثي السيد مصطفى؟ ما كان رد فعل الإمام على ذلك؟

بحسب تقرير مراسل جماران، في عام 1965 لم يتحمّل نظام الشاه وجود الإمام الخميني (قده) في تركيا، فنفاه إلى العراق. خلافاً لتصوّر الشاه ونظامه، استُقبل الإمام بحفاوة كبيرة من قبل الشعب والعلماء في مدن العراق الدينية المختلفة، فأقام أياماً قليلة فيها، ثم استقر في النجف الأشرف.

سعى نظام البعث العراقي باستمرار إلى إيذاء الإمام وتضييق الخناق عليه، لكن مساعيه باءت بالفشل، لأن نور الله لا يُطفأ. وفي أوائل عام 1969، وفي إطار حربه على مذهب التشيع، شن النظام البعثي مؤامرة مدروسة ضد المرجعية الشيعية، وبتخطيط من ميشيل عفلق، فرض عزلة شاملة على المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محسن الحكيم في النجف، حيث وضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله في الكوفة، وقطعوا عنه الهاتف.

في ظل هذا الجو المليء بالرعب، والذي جعل الناس يخشون زيارته، قام السيد مصطفى الخميني بزيارته ولقائه. وقد كان لهذا اللقاء أثر إيجابي كبير في الحوزة العلمية في النجف، لكنه أثار غضب السلطات العراقية. فتظاهروا بأنهم يطلبون إذناً من الإمام لاعتقال السيد مصطفى، وعندما واجهوا منطقه القوي والحاسم، اعتقلوه في 21 خرداد 1348 هـ.ش (11 يونيو 1969 م) ونقلوه إلى بغداد.

هذا العمل أثار الرعب والقلق بين المحيطين بالإمام وأصدقائه، لكنه لم يؤثر في روح الإمام أبداً، حيث واصل درسه اليومي كالمعتاد، وسط الحزن والقلق الذي عمّ الحضور، وأكمل دروسه وبحوثه العلمية وصلواته ولقاءاته وبرامجه اليومية بكل هدوء وسكينة.

وأدرك نظام البعث أن السيد مصطفى لا يلين، ولا يمكن شراؤه بالترهيب أو الإغراء، فاضطر إلى إطلاق سراحه.

--------

القسم العربي ، الشؤون الدولية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء