ماذا اهدى الإمام (قده) إلى السيد على الخميني ؟

ماذا اهدى الإمام (قده) إلى السيد على الخميني ؟

سمى الإمام (قده) الصحيفة السجادية الكاملة، نموذجا تاما للقرآن (الصاعد). الصحيفة التي تضم كلام الإمام المعصوم (ع) . لقد اهدى سماحته هذا الكتاب العظيم، في الثاني والعشرين من شهر آذر عام ١٣٦٧ ه. ش . (1988م)، اي قبل عدة أشهر من ارتحاله، أهداه إلى حفيده حجة الإسلام والمسلمين السيد على الخميني الذي كان صغيرا، آنذاك. ومما جاء في أهدائه :

 

 هدية النملة 

الصحيفة السجادية الكاملة، نموذج كامل للقرآن الصاعد، ومن اعظم المناجاة العرفانية في خلوة الأنس التي تعجز أيدينا عن نيل بركاتها .. انه كتاب إلهي استمد وجوده من معين نور الله، ويعلّم أصحاب الخلوة الإلهية طريقة سلوك الأولياء العظام والأوصياء الكبار.

كتاب شريف يوضح أسلوب بيان المعارف الإلهية لأصحاب المعرفة، مثلما هو أسلوب القرآن الكريم بعيداً عن تكلف الألفاظ، في قالب الدعاء والمناجاة، للمتعطشين للمعارف الإلهية.

إن هذا الكتاب المقدس، كالقرآن الكريم، مائدة إلهية تضم جميع انواع الطعام ينهل منها كل شخص على قدر شهيته المعنوية .. إن هذا الكتاب، مثلما القرآن الإلهي، يدلنا بأسلوبه الخاص على أدق المعارف الغيبية التي تحصل من التجليات الإلهية في الملك والملكوت والجبروت واللاهوت وما فوق ذلك مما لا يخطر على ذهني وذهنك وتقصر يد الطلاب عن حقائقه، كقطرات من بحر عرفانه المترامي الأطراف تجعلهم يذوبون ويفنون:

إذن أنت أيها المؤلف المحروم من جميع المعارف، وتجهل الكون والمكان، حطم قلمك ولملم أوراقك وتحرر من حصارك حيث تلف الأهواء النفسانية كل وجودك كبيت العنكبوت وهي في تزايد كل يوم وليلة، وإلجأ إلى الفضل الإلهي الأزلي ( (إنه ذو رحمة واسعة)).

أُهدي هذا الكتاب العظيم إلى ولدي العزيز الذي أرى في جبينه نوراً (نورٌ على نور)، انه العزيز تذكار أحمد «2» ومن الذرية الطاهرة للأئمة الأطهار عليهم سلام الله والذي تربى في الحضن الطاهر لأمه العزيزة من الذرية الطاهرة للأئمة الأطهار من الطباطبائيين، حيث يفخر ببنوة الحسنين. وكلي أمل في أن يصبح من العلماء البارزين والفقهاء الملتزمين والعرفاء المجاهدين في سبيل الله على الجبهتين الظاهرة والباطنة، ويستفيد من هذا الكتاب المقدس بما يستحق، وان يتلطف على والده الخميني العجوز، الذي امضى عمراً مع هوى النفس والعصيان‏ وعدم الشكر، وها هو ينتقل بوجه مسود وحمل ثقيل من المعصية، من هذه الدار والديار إلى الدار والديار الأخرى ولا يأمل إلا بفضل الله الرحمن؛ ان يتلطف عليه بطلب الرحمة والدعاء والعفو عن ذنوبه.

إلهي! ها أنا ذا اودعك هذه الأسرة وليس لي أمل في أحد. منَّ بألطافك على هؤلاء وارعاهم بتربيتك.

ليلة الثلاثاء 22 آذر 1367

الثالث من جمادى الأولى 1409

عبد الله العاصي‏

روح الله الموسوي الخميني‏

 

-          صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏21، ص 191-192

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء